سورة التوبة - تفسير تفسير البيضاوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التوبة)


        


{فَإِذَا انسلخ} انقضى، وأصل الانسلاخ خروج الشيء مما لابسه من سلخ الشاة. {الأشهر الحرم} التي أبيح للناكثين أن يسيحوا فيها. وقيل هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم وهذا مخل بالنظم مخالف للإِجماع فإنه يقتضي بقاء حرمة الأشهر الحرم إذ ليس فيما نزل بعد ما ينسخها. {فاقتلوا المشركين} الناكثين. {حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} من حل أو حرم. {وَخُذُوهُمْ} وأسروهم، والأخيذ الأسير. {واحصروهم} واحبسوهم أو حيلوا بينهم وبين المسجد الحرام. {واقعدوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} كل ممر لئلا يتبسطوا في البلاد، وانتصابه على الظرف. {فَإِن تَابُواْ} عن الشرك بالإِيمان. {وَأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكواة} تصديقاً لتوبتهم وإيمانهم. {فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} فدعوهم ولا تتعرضوا لهم بشيء من ذلك، وفيه دليل على أن تارك الصلاة ومانع الزكاة لا يخلى سبيله. {إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} تعليل للأمر أي فخلوهم لأن الله غفور رحيم غفر لهم ما قد سلف وعدلهم الثواب بالتوبة.


{وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ المشركين} المأمور بالتعرض لهم. {استجارك} استأمنك وطلب منك جوارك. {فَأَجِرْهُ} فأمنه. {حتى يَسْمَعَ كَلاَمَ الله} ويتدبره ويطلع على حقيقة الأمر. {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} موضع أمنه إن لم يسلم، وأحدٌ رفع بفعل يفسره ما بعده لا بالابتداء لأن إن من عوامل الفعل. {ذلك} الأمن أو الأمر. {بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ} ما الإيمان وما حقيقة ما تدعوهم إليه فلا بد من أمانهم ريثما يسمعون ويتدبرون.


{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ الله وَعِندَ رَسُولِهِ} استفهام بمعنى الإِنكار والاستبعاد لأن يكون لهم عهد ولا ينكثوه مع وغرة صدورهم، أو لأن يفي الله ورسوله بالعهد وهم نكثوه، وخبر يكون كيف وقدم للاستفهام أو للمشركين أو عند الله وهو على الأولين صفة لل {عهد} أو ظرف له أو ل {يَكُونَ}، و{كَيْفَ} على الأخيرين حال من ال {عهد} و{لّلْمُشْرِكِينَ} إن لم يكن خبراً فتبيين. {إِلاَّ الذين عاهدتم عِندَ المسجد الحرام} هم المستثنون قبل ومحله النصب على الاستثناء أو الجر على البدل أو الرفع على أن الاستثناء منقطع أي: ولكن الذين عاهدتم منهم عند المسجد الحرام. {فَمَا استقاموا لَكُمْ فاستقيموا لَهُمْ} أي فتربصوا أمرهم فإن استقاموا على العهد فاستقيموا على الوفاء وهو كقوله: {فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إلى مُدَّتِهِمْ} غير أنه مطلق وهذا مقيد وما تحتمل الشرطية والمصدرية {إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} سبق بيانه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8